الحوار بين الأزواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيانا يكون الحوار بين الأزواج هو الطريق الأسرع لقطع حبال الود بينهما .. فالحديث عن المشاعر و الفضفضة التى ترضى المرأة و تريحها تشعر الرجل بعدم الارتياح من الناحية الفسيولوجية ...
هذا ما توصل له الزوجان و الطبيبان النفسيان " باتريشيا لوف و ستيفن ستونى " بعد أن استنتج ستونى و هو تحديدا باحث فى وظائف المخ و خبير فى السلوك العدوانى عند الرجال – من التحليل النفسى لعدة مئات من البشر – أن استجابة كلا من الاناث و الذكور للضغوط العصبية تختلف فالرجل عندما يتعرض للنقد من الزوجة يشعر بالخجل و الخزى و يزداد تدفق الدم إلى عضلاته بغزارة و يبدأ بالتململ و القلق و يعبر عن ذلك بطريقة عصبية و يفضل الانسحاب و الهروب لأنه يشعر بتحفز و برغبة فى القتال مما يعطى انطباعا للزوجة بأنه
لا يريد الاستماع لها كما يفيض جسده ( هرمون الضغوط ) ، المرأة أيضا تتعرض لنفس اندفاع الكورتيزول عندما يصرخ فيها زوجها أو يتجاهلها أو يقوم بفعل يخيفها أو يهدد سلامة العلاقة الزوجية التى تربطهما و إن كان الكورتيزول يبقى فى جسد الرجل لساعات محدودة إلا أنه يبقى فى جسد المرأة عالقا لأيام و هنا تتعقد
الأمور ..
و قد أشار كل من د / عادل عبد الغفار أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة و د / نجوى كامل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة إلى افتقادنا لثقافة الحوار كسبب من أسباب حدوث العنف ليس فقط بين الازواج و لكن فى المجتمع ككل ..
كما تحدثا عن أساليب التناول الاعلامى لقضية العنف ضد المرأة و ضرورة تركيز البرامج الاعلامية على تقديم علاقات تتسم بالاحترام المتبادل بين الازواج بدلا من عرض مشاهد استفزازية من العنف ضد
النساء ..
....و الحوار البناء يتطلب ما يسميه ستونى و لوف استخدام كلتا العينين أى الرؤية الثنائية و هى الحالة التى يبذل فيها كل شريك أقصى ما بوسعه لتفهم وجهة نظر الآخر ..
فالمشكلة أنه عندما تكون غاضبا فأنت مخطأ حتى و إن كنت على صواب لأنك لم تتمكن من الرؤية بمنظور الطرف الآخر ..
و يبقى جيدا للأزواج أن يحددوا سويا الأشياء الجارحة لكل منهما و التى تسبب الغضب لتساعد على وجود اتفاق مسبق بينهما يستخدموه عند الطلب مثل إيماءة باليد لابقاء الخلاف تحت السيطرة ..
و يشير ستونى إلى أن التصرف بهذه الطريقة هو الأكثر فاعلية للازواج بحيث يصبح هناك متسع من الوقت أمام الرجل ليوقف الهروب و الانسحاب و للمرأة أن تتفهم أن زوجها و ما يريده حقا أن يسعدها ، و لتتوقف قبل أن تصبح شديدة الانتقاد لزوجها .. فالرجال يكونوا قابلين للتصرف بحكمة و البقاء فى الغرفة و الاستماع للنساء إذا ظنوا أنهم لن يلاموا أو ينتقدوا على شئ فعلوه .. فإذا اعطيتِ زوجك قوة دفع إيجابية يكون الحديث أفضل بمراحل من النقد ، و سيبدأ فى عمل أشياء ترغبين فيها أكثر كأن تقولى له لاحقا " افرح كثيرا عندما تعلق المنشفة المبللة " بدلا من التعليق فور القائه لها على السرير .. و ثقى أن هذه الطريقة أفضل بكثير من الجدل العقيم ..